تصعيد جديد في أزمة كشمير.. باكستان تهدد باعتبار وقف مياه نهر السند "عملاً حربياً"

في تصاعد خطير للتوتر بين الجارتين النوويتين، حذّرت الحكومة الباكستانية، الخميس، من أن أي تهديد لسيادتها من جانب الهند سيقابل برد حازم يشمل جميع المجالات، مؤكدة أنها ستتعامل مع أي محاولة هندية لوقف إمدادات المياه من نهر السند كـ"عمل حربي".

وجاء هذا التحذير بعد اتهامات أطلقتها نيودلهي ضد إسلام آباد، متهمة إياها بدعم "الإرهاب العابر للحدود"، على خلفية الهجوم الدامي الذي وقع في الجزء الهندي من كشمير وأسفر عن مقتل 26 شخصاً، معظمهم من السياح، في أسوأ هجوم ضد المدنيين في الإقليم منذ سنوات.

وفي بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء شهباز شريف عقب اجتماع للجنة الأمن القومي، أكدت الحكومة الباكستانية أنها سترد "بقوة" على أي مساس بسيادة البلاد أو أمن مواطنيها، موضحة أن أي محاولة لعرقلة أو تحويل تدفق مياه نهر السند – وفقاً للمعاهدة الموقعة بين البلدين – ستُعتبر بمثابة إعلان حرب.

وكرد فعل إضافي، أعلنت باكستان إلغاء تأشيرات دخول المواطنين الهنود، وإغلاق مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران الهندية أو التي تشغلها، إلى جانب تعليق التجارة مع الهند، بما في ذلك عبر دول ثالثة.

وفي المقابل، اتخذت الهند خطوات مماثلة، حيث قررت تعليق جميع تأشيرات الدخول للمواطنين الباكستانيين، واستدعت السفير الباكستاني لدى نيودلهي، كما أعلنت نيتها تعليق معاهدة تقاسم مياه نهر السند التي تعود إلى أكثر من 60 عاماً، وإغلاق المعبر البري الوحيد مع باكستان، بالإضافة إلى سحب ملحقيها العسكريين وتخفيض عدد العاملين في بعثتها الدبلوماسية بإسلام آباد.

وتستمر أزمة كشمير في تشكيل واحدة من أخطر بؤر التوتر بين البلدين منذ انفصالهما عام 1947، وسط مخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة مفتوحة.